Sunday, August 16, 2009

كفر الشيخ منطقة محررة الجزء السادس (الفارس ينزل ..1)ا




كان الميدان قد أصبح ثكنة عسكرية ، سيارات الأمن المركزي أفرغت حمولتها قبل أن يرتد الطرف إلي صاحبة ، عبارة عن جنود يحملون الدروع والأسلحة المشرعة في وجوه المواطنين ، عرفت فيما بعد أن هذا المشهد كان ممتداً حتي مدخل مدينة كفر الشيخ .
كنت واحداً من الدفعة الأولي التي ركبت السيارة ، حيث كانوا يعرفوننا جيدأ فرداً فرداً إذ كنا نقيم في هذه البلدة منذ أربعة أيام ، وكان الأمر بالنسبة لنا أبسط مما يتصورون ،
فقد كنا فعلاً مقررين تسليم أنفسنا ...
إن الطغاة يعرفون جيداً معني أن نصل سوياً إلي نهاية الطريق ، بم تخوفوننا .. بالاعتقال .. مرحبا بالاعتقال فهو ثمن قليل للحرية .
إن مشهد الشباب وهم يعلنون تسليم أنفسهم لمباحث أمن الدولة أثبت لهم أن جميع أدواتهم الإرهابية قد نفدت ، فأسقط في يدهم .
لا نملك سوي أجساداً وهبناها الوطن عن طيب خاطر وبخالص المحبة ،
فلا جدوي من كل ما تفعلون ..
" بالموت يخوفوننا .. والموت لنا عادة ، وغايتنا من الله الشهادة .."
كلما دفعوا بأحد الشباب داخل السيارة يستقبله جندي بفوهة سلاح في صدره ،
نظرت أمامي فإذا بصديقي ورفيقي الأقرب نور الدين حمدي وبيننا جنديين كل منهما يصوب كل منهما فوهة سلاحة ناحية واحد منا دققت في عيني صاحبي وانفجرنا ضاحكين ..
توقعت ما يدور برأسه نحن الآن أسري سوياً لدي الجيش الصهيوني ،
أشار لي بيده أن أمسح وجهي وعلي وجهة مسحة أسي ، مررت بيدي علي وجهي ،
وجدت آثار دماء ساخنة علي خدي الأيمن فركتها بكفي .. وضحكت ،
في هذه اللحظات كانت السيارة قد امتلأت وبدأ زحام الرفاق والجنود والأسلحة ، نظرت إلي جانبي وجدت عمرو أبو العينين ، ابتسم فأجبته .. ها .. وبعدين ...
فجأة ..
سمعنا صوت صرخات عند باب السيارة ، كنت علي الجانب الآخر لم أعد أري سوي الملابس الكاكي وفوهات الأسلحة ، كان أحد الضباط يجذب فتاة من ملابسها ليدفعها في السيارة فبصقت في وجهه ، فقال : اركبي يا بنت ال..... ، لم يكمل الكلمة ، وارتفع صوت أعرفه جيداً - بارك الله في الصوت وفي صاحبه -: أنت يابن الكلب يا ... أوعي تمد إيدك علي بنت ، وديني لو اتحبست سنة وللا عشرة حخرج ومش حسيبك ، ح اقطرك وديني لأقطرك ...
فإذا بالكلب يرد :خلاص ياكابتن خلاص ،مفيش حاجة ، دول اخواتنا محدش حييجي جنبهم .
تحركت السيارة ، طافت عدة شوارع ، نزلنا في مكان كله مبان من دور واحد ، جلسنا في مكان مفتوح علي حوش واسع ، كنا أحد عشرة شاباً وستة فتيات
1- نور الدين حمدي 2-محمد عواد
3- مدحت شاكر 4- محمد حماسة
5- سالم عوض 6- أحمد النديم
7- كريم (المحلة ) 8- عمرو أبو العينين
9- أحمد الغيطي 10-محمود رزق
11- أنا

كان عدد قليل قد خاض هذه التجربة مسبقاً ( نورالدين وعواد ومدحت وأنا ) أما البقية فكانت التجربة الأولي لهم وكان لهم ثبات غير عادي .
ومما دعمنا معنوياً أن البنات كن في شدة الثبات وعدم الخوف أذكر منهن دعاء ، سارة ، جيهان نجوي ، نسمة وواحدة مش فاكر اسمها .
تعرفنا سريعاً وكنا نحاول أن نطمئنهن حتخرجوا النهاردة مهما كانت النتايج ،، وكان ردهم متخافوش علينا ، خدوا بالكم أنتم من نفسكم.
اتفقنا جميعا أننا لن ننكر شيئا في النيابة ، فما قمنا به شرف لا ينبغي أن ننكره حتي لو طال حكمنا بالحبس ..
دخل علينا شاب نحيف يرفع نظارة شمسية علي شعره ومعه اثنان بملابس مدنية واضح أنه ضابط أمن دولة ودول أمنء شرطة ..
قال بلهجة متوددة : البنات حيمشوا كلهم دلوقتي ، وانتو مش عاوزين مشاكل علشان أيامنا تعدي كويسة ، وبدأوا في جمع البطاقات والحقائب .ا

1 comment:

Khaled Selim said...

مين صاحب اثلصوت اللي زعق ده ؟
تفتكر إسمه ؟