كفر الشيخ منطقة محررة _ الجزء الرابع ( المواجهة -1):ا

كفر الشيخ منطقة محررة _ الجزء الرابع ( المواجهة -1):
ـــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الجديد يبدأ ، وتستكمل البشريات .. أولي التلفونات علي عاطف المحامي بالشبكة العربية لحقوق الانسان .. يليه مباشرة مالك عدلي المحامي بمركز هشام مبارك للقانون .. يقول : حضرت ومعي أحمد عزت ومحسن بشير دقايق ونكون عندكم ...
دقائق قليلة .. سيد فتحي المحامي مركز الهلالي للقانون والحريات .
كتيبة كتب أحمد عاشور المحامي ..محمد سلامة ومحمد كمال ورفاقهم ..
النهاردة معانا أكتر من 15 محامي .
فضينا الاعتصام بعد وصول سارة وأمنية .
البنتين حاجة تشرف والله...
واحدة ست بملابس فلاحة تقول : شوفوا ازاي رافعين روسهم ربنا يحميهم ، دول بتوع سياسة ومنشورات مش جايين في حاجة وحشة .
أصبحت الساعة الحادية عشر سريعاً ، إلي الآن لا أذكر من أبلغني الخبر الصاعقة ..
النيابة قررت 15 يوم استمرار ...
كانت الدموع تفر من أعيننا قسراً .. لن نبقي سجناء بلا قيود .. القيود أشرف ..
حكم الباشا الظالم عاد .. لما القاضي بقي جلاد
اعتقلونا وافرجوا عنهم ...أحنا شركا في نضالهم
أخذت أتصل بالزملاء وأتكلم وانا أهذي .. مش حنسيب بناتنا في السجن ولا يوم واحد ، النهاردة مش أربعة إبريل النهاردة 6 إبريل في كفر الشيخ ... ( إلي الآن لا أدري ما الذي تم نقله علي الفيس بوك تحديداً ، ولكني كنت أري أن اليوم لابد أن يبدأ من هنا ..)
فجأة عشرات الموبيلات بتصور .. الاستيكرز بتاع الاضراب في إيدينا ، حيطان المحكمة غرقت بملصقات 6 إبريل اضراب لشعب مصر ، 6 إبريل يوم الغضب والاضراب ...
ترتج المحكمة بالهتافات تملأ القلوب والحناجر ..
يامبارك تعبنا سكات .. خايف ليه من البنات
هللا هللا هللا هللا .. قولوا لمبارك يطلع برا
الإضراب مشروع مشروع ...ضد الفقر وضد الجوع

طابق بطابق ..
في الطابق الثاني ألقي أحد الشباب كلمته وقال في آخرها ... لا يشرفني أن أنتمي لنظام يعتقل البنات علشان بيقولوا تحيا مصر ، مش البطاقة دي هيا رمز النظام ... وأخرج بطاقته ...
أنا مش تابع للنظام ده .. وبقمة الحمية والجرأة كسر البطاقة وألقاها أرضا ... أليس هذا هو العصيان المدني يا دعاة التغيير ؟؟؟!!!
إن قمة المقاطعة السياسية تتجلي في هذا الموقف ..
جري مخبر أمن دولة ع البطاقة لمها .. وإذا بيد قابضة علي كفه باستماتة ... أحد الأهالي يصرخ : البطاقة مشش حتروح غير لصاحبها .
وفعلا وصلت البطاقة لجيب صاحبها أجزاء مشتتة واختفي المخبر وسط أيادي الناس .
في الدور الأول ...بنت حوالي 15 _16 سنة رافعة لافتة من بتوعنا وبتهتف بحرقة ، أمها بتصوت وتقولها : يا بت أنتي مالك دول بتوع سياسة ، وأخدتها من إيدها ومشت ، عندما نزلنا الدور الأرضي كانت البنت داخلة المحكمة من غير أمها (تقريباً سربتها ورجعت ) وبتهتف معانا ، ومش عارف فجأة جابت اللوحة اللي كانت في إيدها منين .
ابتسم قلبي وشعرت بالرضا عن كل ما نفعل ..
الاستيكرز خلص وهتفنا كتير .. مش فاضل بقي غير العملي ..
خرجنا نلهج بذات الهتافات ، أضيف عليها :
اعتقال اعتقال ... النضال هوا النضال .
حط الشومة علي دي الشومة ... من النهاردة مفيش حكومة .
.... ها .. هوا ده العصيان وللا حاجة شبه كدا ....
نام الشباب بعرض الطريق ، تم تحويل خط سير السيارات ، سيارات الترحيلات تطرقها الأيدي الهاتفة بالحرية ، ذكرتني صورة الأحذية المرفوعة بمنتظر الزيدي وحادثة ضرب بوش بالحذاء ..وتذكرت أيضا أحمد الكردي ( كان معتقلا وقتها ) وأحمد الغيطي ربنا يحميهم
جميع سيارات الداخلية تغادر المكان ، يخرج صوت امرأة من وسط الجموع تهتف مخاطبة الشرطة والمتفرجين :: مانتوا مفيكوش راجل ، لو انتو صحيح رجالة وعندكو كرامة كنتو عملتوا زي مادول بيعملوا .. ربنا ينصركم يا رجالة .
شعرت أنها علقت تاجاً علي رأسي ...

تذكرت الإمام الحسين بن علي ومقتل أبناءه وأسر نسائه في كربلاء ،
تذكرت أيضاً قوله
" إن ابن الطلقاء يخيرني مابين الثلة والذلة ، ولكن هيهات مناالذلة)
تذكرت أيضاً
المقاومة وانتصار الدم علي السيف .

يتبع ........