Friday, May 30, 2008
هنا الإسكندرية..مذكرات يوم السادس من إبريل
أستيقظت الإسكندرية صباح الأحد 6 إبريل بطيئة الحر كة شبه خالية من الناس في الشوارع ،لم يكن هناك شئ على طبيعته سوى أفران الخبز التي كان الزحام عليها كما أعتدنا عليه منذ فترات ،،، كانت سيارات الميكروباص الأجرة تسير في الشوارع بدون ركاب تقريباً…।علي العكس من هذه الصورة كان وسط المدينة مزدحماً فوق العادة في مثل هذا الوقت ،، ولكن هذا الزحام لم يكن بالمواطنين ولكن بسيارات الشرطة والعربات المصفحة وجنود الأمن المركزى يقفون في وضع أستعداد_يسمونه العصا والدرع -وأفراد الأمن بالملابس الملكيةيتكتلون في تجمعات شديدة التقارب،، وما أن تصل إلي ميدان المنشية حتى تترامى الأنباء إلى أذنك عن زيادة عدد المعتقلين من الشباب الذين قرروا التظاهر تضامناً مع عمال غزل المحلة،، موعد المظاهرة الساعة 11 قبل الموعد بربع ساعة وصل عدد المختطفين لدى قوات الأمن إلي 20 فرد والتزايد مستمر ॥ أما محطة مصر التي كانت المظاهرة ستبدأ بها في الساعة الثانية ظهراً فقد تحولت إلي ثكنة عسكرية ،، شوارعها الجانبية مغلقة تماماً والشوارع الرئيسية مثل شارع النبي دانيال وشارع محرم بك علي مدخل كل منها لجنة أمنية تقوم بأستيقاف كل من يحاول الدخول إلي هناك ، وتفتيش المارة ، وإحتجاز كل من يشتبه في كونه ذاهبا للتظاهر ،، ولم تنج حقائب النساء الشخصية من التفتيش ،،،، وصل عدد المحتجزين لدي الأمن في الساعة الثانية إلي 160 فرداًرجالاً ونساء اً يتم ترحيلهم فوراً إلي معسكر الأمن المركزى بمنطقة العطارين ॥الشوارع ما بين المنشية ومحطة مصر كانت خالية إلا من مجموعات الشباب المتفرقة مصرة علي أن يكون اليوم يوماً في تاريخ المدينة،تطاردهم سيارات الأمن وجموع المخبرين بملابس ملكية لا تمر دقائق إلا ويرن جرس الهاتف بخبر القبض علي فلان وفض مظاهرة في المكان الفلاني ।عاشت جميع محافظات مصر نفس الحالة بأشكال لا تختلف كثيراً عن هذا الوصف ،، كان الشباب هناك من كل الفئات طلبة وموظفين زعاطلين ،،، شيوعيون ناصريون ليبراليون لا ينتمون إلي أيِ من أحزاب دولة البؤس الهشة الضعيفة المستسلمة وحين يعلن أحدهم أنه ينتمي إلي حزب تجده حزب الغد جبهة أيمن نور .. كان هناك صحفيون وكتاب وفنانون ،، كل هذه الفئات منهم من تم أعتقاله ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..غاب يومها عن الساحة تيارات الثرثرة الرئيسية التي تدعي أنها وحدها تملك الشارع وعلي رأسها الإخوان الرجعيون والتجمع الانتهازى جبهة رفعت السعيد لذلك أخذ الشباب يجوبون الشوارع ويغنون الشارع لنا أحنا لوحدنا وينشدون طعن الخناجر ولا حكم الخسيس فيا حتي بائع الفول الذي يقف في وسط شارع الشهداء كان مضرباً ،،،،، الشباب الذين لم يتناولوا طعام الفطور في بيوتهم أصبحوا أيضاً مضربين عن الطعام إن غياب أدعياء النضال ومدعي الوطنية والعمل العام لم يكن فقط في التظاهر ولكنه أمتد لدرجة أن أكوام المحتجزين في معسكر الأمن المركزي لم يجدوا محاميا واحداً من تلك المنظمات الحقوقية التي ملأت الدنيا ضجيجاً ودعاية حول تشكيلها غرفاً للعمليات في جميع المحافظات حتى أن المختص بمحافظة الأسكندرية -كما ادعت إحدى المنظمات حين أتصلنا به أخبرنا أنه أنتقل إلي المحلة الكبرى ،،، وأحد المراكزالأخري أغلق الهاتف في وجه المستنصر به والآخر أدعي صباح اليوم التالي وجوده في النيابة مع المحولين إلي هناك ولكنه في الحقيقة لم يكن خرج من منزله أصلاً،،، لم يكن هناك سوى شاب واحد وهو محام يساري متطوع وقف وحده نازعاً ورقة التوت عن كل المدعين من أصحاب المراكز الحقوقية ،،(تداركاً لسوء الفهم في اليوم التالي تشكلت لجنة تضامن وهي أيضاً لا تنتمى إلي أى توجهات رسمية ولا منظمات أهليه)كان هذا سرداً مختصراً لما حدث في الإسكندرية …لقد كشف إضراب 6 إبريل عن قمة اليأس الحكومى عن قمة العجز واليأس الحكومي الذى تمثل في رفع درجة الاستعداد القصوى ،، وكشف أيضأً عن قمة الاستياء الشعبى وحالة الرفض العام لنظام مبارك القمعي الاحتكاري وعري كافة القيادات السياسية التليفزيونية ممن صدعونا بأنهم ممثلوا الشعب تحرك مارد الغضب خطوة فكشف عن أزمة سياسية وفكرية عميقة ساهم فيها ثلاثون عاماً من السكون منذ 18 يناير 1977وأخيراً إلي كافة الرفاق المعتقلين نحن مدينون لكم بالكثير .. حبسكم شرف لا يناله الأقزام .. ممن يلومون عليكم ... التحية لكم وكلنا معكم ووفداكم
كتبه :
شمس الفخاخرى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)





No comments:
Post a Comment