Saturday, December 15, 2007

عيناها

عيناها المغمضتان تشبهان عينا طفل حدبث الولادة ، فى الأيام الأولى لم يكن له نمو طبيعى حتى أنه كان يشبه أجنة الخيل الغير المسرجة ، ولكن النور المندفع من وراء جفونها كان ينبئ بأن الطفل لابد سيكون سعيداً . وقع الأقدام على الأرض المضقولة يجعل أذناىتمتلئ طنيناًأشبه بالجنون يذكرنى بشهادات ميلاد ميلاد لم أكتبها و هدايا لم أفكر يوما في شرائها والكن ذلك المنخفض الصخرى بين النهدين الغضين يذيب طنين الأذن ويجعلنى أؤمن بان جميع الدنيا كانت ستصبح درباً من العبث مالم تعد أصلاً لتلك الوهدة العميقة الانسانية . فى ذلك اليوم رأيت فى منامى تلك السلالم الدائرية -التى عادة ما تصيبنى فى اليقظة بالدوار -لم أستطع تمييز ذلك الكائن الذى كان يجرى أمامى بلا كلل ولا تعب .........جلست أتأمل ذلك الجسد المعلق على صليب خطاياى ،عبثاً حاولت الهرب من تلك الكائنات التى كانت تنزّ شبقاً وتلا حقنى ، رأيته ينزف دموعه لعقت جراحه بلسانى بسبب الحب ...ساعتها تمنيت أن أضاجعه ....فجأة طاردتنى أشباح اليقظة . انطباعاتى الأولى كانت دائما ما تحمل فى طياتها أمارات النبوءة ، فأصدقنى كما لم أصدق أحداً قط ، والحقائق العارية فقط هى التى كانت تنهش الطبقات العليا من مشاعرى الأرضية التى تنطلق سكرى تحت تأثير اللذة المتكررة والدم المتفجر ليملأ شقوق الوعى المتكون هناك ويعيد صياغة الحقائق غارقة فى عريها وروعتها .القديسون وحدهم هم الذين يستطيعون نزع أغلفة الحقيقة ،وليس من العدل أن *نأخذ من الأطفال خبزهم ونلقيه للكلاب لتأكله وحين تعود سأقبلها حتى أجد طعم عظامها فمى ،هل كانت تظن أن باستطاعتها أن تنزع رائحتى من بين مسام جلدها أو غسل قبلاتى المترسبة فى أعماق أوردتها ..... ليكن ..إن استطاعت ذلك فسأموت هادئ النفس لأنها وعدتنى أن نلتقى هناك.........................

No comments: