فيلسوف القومية العربية _د.عصمت سيف الدولة

دكتور عصمت سيف الدولة فيلسوف الفكر العربي الحديث بلا منازع


الدكتور عصمت سيف الدولة ( رحمه الله ) كان رجلاً في زمن ندرت فيه الرجال ، ومفكر حر من النوع الذي لم يعد موجود في هذ الأيام .
لقد عشت زمناً كبيراً أقرأ في الكتب الغربية لأنها تعوضني الفقر الفكري الذي يسيطر علي السحة العربية ولا أجد في الكتاب العرب إلا مقلد مستغرب أو حر يفتقد الحجة . ورغم كونه محسوب علي الناصريين ، إلا أن الحقيقة الواضحة لم يك مقلداً ولا تابع لأي أحد في الدنيا ..
بعد 25 عاما من القراءة والبحث وجدت أخيراً كاتبا عربيا يستطيع أن يمتعني عقلياً ، لا يهم تتفق معه كليا أم تختلف ، ولكنك بعد كل كتاب تتعب في قراءته ، تخرج بحصيلة من الفكر العلمي نادراً ما تجدها في كتاب عربي غيره .
لقد كانت مفاجأة لي حين عرفت الدكتور عصمت ككاتب ومفكر .
لقد كنت أعرف الاسم مجرداً علي أنه أحد رموز الناصرية والقومية العربية ومحامي مدافع عن الحريات ..
اكتشفت خطئي كلياً حين التقيت أحد شباب المحامين علي أحد مقاهي القاهرة (صديقي الحبيب الأستاذ : وليد خيري ) تناقشنا حول الماركسية وتطور المجتمعات في ليلة ممتعة ، يومها تعرفت علي د. عصمت سيف الدولة كمفكر وفيلسوف ..
يااااااااااااااااااااه لم أقرأ كتاباً واحد اً لهذا الرجل رغم أني قرأت آلاف الكتب ..

كم ظلم هذا المفكر القومي و الفيلسوف العربي نادر المثال ، كم خسرت الأجيال الجديدة بفقدانهم لهذا الفكر العربي العلمي الحر ، كم ساهم النظام الحاكم بسطوة التجهيل في إبعاد أجيال من المصريين عن هذا الكاتب .
استعرت كتبا من الأصدقاء ، وسرقت كتبا من مكتب صديقي القومي المحترم وليد .
كانت المفاجأة هذا مفكر عربي يناقش الماركسية ، من خلال منهج علمي ، بعيداً عن المواقف المسبقة ، والأحكام المتشنجة مع أو ضد ، كان أول كتاب عربي أراه يناقش الأفكار الماركسية دون تقديس أو تحقير ، ولكنه يناقشها مناقشة الند للند بالمنهج العلمي الموسوعي الذي تفرد به من حيث ماركس هو ميراث للبشرية يجب علي العرب أن يناقشوه ويأخذوا منه ويردوا عليه ، ومن ناحية أخري وجدت منظراً علميا للقومية العربية ، فهو بلا منازع منظر الفكر القومي الأكبر ، والفيلسوف العربي الأعمق في العصر الحديث ، ليس جامدا ، ولكنه ييضمن فكره هيجل وماركس ومونتسكيو ولينين ( الذي يحبه كثيراً) كذلك أبو حامد الغزالي ، عجيب رأس هذا الرجل .
كان أول ما قرأته له كتاب (المنطلقات .. ماهو مجتمعنا ومن نحن ؟ ) ورغم كل انشغالاتي في هذه الفترة قرأته 5 مرات ، مرتين للفهم والثلاثة الأخري للمتعة العقلية .. ثم توالت قراءتي للرجل ( الكتب المهداة والسروقة معاً :):) )
وبعد انتقالي للإسكندرية مرة أخري افتقد مصادر كتب الدكتور فأخذت أبحث عنها
لم أجد كتباً متوفرة له في المكتبات ..
وبحثت علي النت فلم أجد كتاباته ولكني وجدت أناسا غير مصريين يتحدثون عن تلك القامة المعربية المصرية الشامخة .
ثم وجدت موقعه القيم ( حفظ الله المهندس محمد عصمت سيف الدولة ) ولكني للسف وجدته غير منتشر بين الشباب ؟
لذلك فكرت أن جزءاً من الشرف بنشر كتابات هذا الرجل الذي شاركنا طويلا في هضمه حقه من التذكر والتبجيل وحسن النشر لأفكاره .
لذلك أحاول أن أرد بعض الجميل له ولتلاميذه الشرفاء بنشر هذه الكتب من خلال حسابي علي الفور شيرد .. أتمني أن تفيد بعض من يبحث الفكر القيم ، والبحث العلمي