Saturday, October 25, 2008

هكذا كانت

منذ أقدم العصور يعلم الانسان أن الحب الحقيقى إما أن يأتى مبكراً فلا تدركه المشاعر ، أو ياتى متأخراً فلا يدركه الوقت
أياً كانت الظروف فإنه لا يأتى فى وقته المناسب ....كالموت.

إن الذى يخوض تجربة الموت عدة مرات لابد أن يدرك هذه الحقيقة فدائما بعد أن يعود الإنسان من تجربة الانتحار يدرك أن العالم اكثر عبثاً من ذى قبل ....ولن يأتيه الموعد الذى يختاره أبداً ،فقد فر منه ليأتى إليه فى موعد آخر لن يكون مناسباً بالتأكيد...ا

لعل هذا هو السبب الحقيقى الذى يحوّل الشاعر إلى (ترزى للحب ) كما كانت تحب حبيبتى أن تسمينى عندما تغضب علىّ...فتتحول المرأة إلى إله من العصور الوثنية يرتدى ثوباً من السحاب تطرزه نجوم السماء وينسدل الليل شعراً خلف وجهها القمرى

وفى كل مرة بعد أن يغادر الشاعر مخدع الحب .. يدرك أن ذلك المخدع الملكى السماوى المهيب لم يكن إلا هلاوس شيطانية استكانت لها مشاعره تحت تأثير هذه الكائنات الآ تية من ذلك الوادى البعيد على مشارف جزيرة العرب ...ا

فلم تكن تلك الثياب التى نزعها بيديه سحاباً ولا كان الشعر ليلاً وكل تلك اللآلئ التى ظل طوال سكرته يقبلها على صدر حبيبته لم تكن نجوماً
وكما لا تدرك العاهرة أن زبونها شاعر سيخلدها بقصيدة رائعة لا يدرك الشاعر أنه بعد كل فواق من الحب سيصرخ تلك الصرخة الخالدة ..........اللعنة عليك أيتها الفاتنة فينوس .. ماذا فعلت بديونيسيس.........لقد تركته يموت تحت أقدام خنزير برىّ.....ا
فإذا هو ينقض غزله أنكاثاً
ولا يأتى عليه الليل إلا ويعيد غزله من جديد.. كهلينية حمقاء تنتظر عودة أخيل الفارس من طروادة .


قبل الغروب مباشرة ينهمرالمطر على شاطئ ستانلى ...يشتد المطر .. يسير وحده والماء يقطر من رأسه .... فيجلس يلعق القطرات من على جبينها ...

دائما ً تبدو فى مثل هذا المشهد كضوء خافت ينبعث من شمعة وضعت إلى جواره على الأرض ...يسمع أحتراق الشمع ..أهو يبكى أم يضحك .. يجلس ضاماُ ركبتيه إلى صدره .
لا شئ يشير إلى الحياة هنا سوى ذلك الألم الذى ينبعث من هناك فى ركن الحجرة تحت المحراب مباشرة .. أما الحقائق فتذهب إلى مابعد الانصهار تجذبها قوة لا مرئية .. وحين تلمس أناملها أطراف شعره يعود ثانية على ظهر حوته ليواجه ركنه المقدس .. فتنكشف الغيوم ... وتبدو أبتسامة الشتاء ..............ا

إذا كان ذلك كذلك فيسعدنى أن أبشركم بأننى أنا الآن وحدى أستطيع حل معادلة الكون من خلال فك شفرة الأنثى .. تلك التى ألهها الإنسان منذ فجر الخليقة منذ فجر الحياة منذ فجر الثورة .........عثرت عليه فى احدى كتب الطقوس السحرية الصفراء التى تباع على ارصفة شارع النبى دانيال _____نهد كاعب ، خصر ضامر ،بطن ملساء____يراق عليها ماء المطر ثلاث صباحات متتالية ،ةالبخور عمال _ميعة سائلة ،صندل ، قشر بيض_____________فى الصباح الثالث سيخرج الفجر وتنفك الشفرة وتتدفق الأحلام إلى الأبد.........أ
هل أدركتم الخدعة .............ا
اللعنة عليكى أيتها الفاتنة فينوس ....ماذا فعلت ِبديونيسيس ؟؟؟!!!!ا

إن ما كتبته لكِ هو لكِ وللناس

وهو كذلك تسويف لمشاعرى تجاهك

أما عنكِ... فلم أكتب شيئا ًبعد.

No comments: